خطوة
في الا تجاه الصحيح
ادوار حشوة
منذ سنوات وحتى قبل الانسحاب السوري من لبنان كنت أدعو في مقالات
عديدة نشرت في كلنا شركاء وفي المحرر وفي كتابنا التحليل السياسي
في قضايا الشرق الاوسط الى ان تقود سورية المصالحات على الساحة
اللبنانية وان تدعو الجميع الى البيت السوري وان تفتح قلبها للجميع
وان تحدد زمناً لانسحابها بالاتفاق مع الاهل في لبنان وان يكون
مشرفاً ويأخذ بعين الاعتبار التضحيات السورية في وقف الحرب الاهلية
ورد العدوان الاسرائيلي وفي إعادة الدولة والجيش -
لم يتم ذلك في حينه وافرز الوضع بعد ذلك تدخلات خارجية عربية
ودولية ثم تم الانسحاب بغير الطريقة التي دعوت اليها مبكرا وأدى
الامر الى نشوء اوضاع تهدد الامن السوري والاستراتيجية السورية في
التعامل مع احتلا ل اسرائيل للارض السورية والعربية -
منذ بدايات استقلال البلدين كان ما تطلبه سوريا من لبنان ان لا
يكون مقراً للاستعمار ولا ممراً له وما عدا ذلك يبقى من التفاصيل
التي لا تتوقف عندها سورية -
لكي نمنع الخارج من تهديد الامن السوري يجب ان نسحب اوراق التدخل
الاجنبي وليس هذا مستحيلا وتجربتنا مع الجنرال عون دليل على اننا
قادرون على قبول المصالحة مع من كان مختلفا معنا اذا قبل بشروط
استقلال لبنان -
القلب السوري الذي اتسع لعون الذي قاتلنا بالسلاح وقاتلناه لعدة
عقود هو نفسه القلب الذي يجب ان يتسع للآخرين من اجل انقاذ لبنان
واعادته جزءاً من عروبة المنطقة حراً في حرياته وأسس تعايشه بعيداً
عن الخوف والشك والفوضى -
لقد فقد لبنان العديد من قياداته في الحرب الاهلية ثم في الطائف
تناسى الجميع الجراحة من اجل انقاذ لبنان من الحرب والتدخل
الاسرائيلي والآن وعبر مصالحة تقودها سورية يمكن اغلاق ملفات
مؤلمه لان استقرار البلد اهم من أي شخص ذهب ضحية العنف الذي وجد
له انصارا ومتدخلين -
طائف سوري آخر في دمشق هو احد الحلول لسحب ورقة التدخل الخارجي
أما العلاقات المتميزة مع سورية فتأتي لا من السياسة بل من الشعب في
البلدين الذي اكتشف انه لايمكن استقرار لبنان على قاعدة العداء
لسورية ولا استدراج الخارج ولا نشر الاحقاد -
فهل تبدأ الخطوات الأخرى لصلح وطني شامل ترعاه سورية على قاعدة
حرية لبنان واستقلاله وحرصه على شروط استقلاله -- لا قاعدة استعمارية
لاحد في لبنان ولا أي ممر لاحد منه يؤذي سورية وما عدا ذلك من
التفاصيل ---هذا هو السؤال -